السبت، ٢٥ أغسطس ٢٠٠٧

ماسقط من تاريخ إنجى الجميلة



"اضـرب بعصـاك البحـر" .. يتبـلل وجهـك بالمـاء



"اضـرب بعصـاك الحجـر" .. تنكسـر



لا تحـزن .. أنـت لسـت نبيـا





( 1 )





فوق بيتنا كنت أطعم الحمام،وأغيظ الغربان بفرخ صغير،واردد قصيدة لا اذكرها الآن.



بعد الاستئذان هبط من السماء رجال غر، عانقوني جميعا ثم ابتسم كبيرهم وقال :علمنا انك تود زيارة مملكتنا ..فجئناك.. اخبر أهلك والاقربين أن غيابك لن يطول.. حملني احدهم على ظهره ، وحلق عاليا نحو مملكتهم .. لحظة صعودنا هبطت الغربان لتداعب الفرخ الصغير.. ابتسمت إنجى ولوحت لى بيدها.





( 2 )





فوق بيتنا كنت أطعم الحمام،وأغيظ الغربان بفرخ صغير، واردد ماغنت فيروز ليلة أمس .. طرق بابي رجال طيبون ، بعد أن شربوا القهوة تبسم كبيرهم وقال :نود أن تبادلنا الزيارة وتشاركنا قهوة المساء في مملكتنا .



قلت للحمام والفرخ الصغير "ادخلوا مساكنكم .."



لوحت لي إنجى ولم تبتسم . !





( 3 )





فوق بيتنا كنت أطعم الحمام ، وأطارد الغربان المتربصة بالفرخ الصغير .. جاءت إنجى متأخرة عن موعدها تبتسم ، وليت وجهي بعيدا ، قالت: " لا تعتب على عتابك ع القمر" .. قلت: مداعبا قلبي يقول "لا تصالح "



كسر الطيبون الباب وبعثروا أشيائي ثم بعثروني فوقها.. ليبدؤوا طقوس حملي _المعتادة_ إلى مملكتهم .



أفقت علي صرخة إنجى ، والفرخ الصغير تحت أرجل الغربان وهم يهبطون بي إلى مملكتهم .





( 4 )





تكورت بطن إنجى منذ زمن ولم يأتها المخاض بعد ..



يقولون أنا الذي........



_ لماذا لا ينتظرون حتى يعرفوا سر ابتسامتها .. ؟!



_ إنجى حبلى ولا تعرف غيرك أنت والعصافير وفيروز .. !



_ أنا لم اسمعها أشعار " نزار " ولم ...........، وتعلمون أني كنت في السجن ، ربما فيروز هى التي ....



صفعني الرجل ذو والعينين الغائرتين والفم الكالح والقامة الإنفاحية ثم رفعني من عنقي كقطعة شطرنج .



_ لعلها ضاجعت رسائلك يا زاني .....



تركني اسقط على الأرض فضاعت صرختي مع صوت ارتطامي .



أفقت بين يدي إنجى تلملم عظامي وأفكاري ، وتحاول ...............







الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

جـــوانــا



فلتستبح عيونكم الجسد وتطلق عقولكم نصف الواعية أفكارها الثملة لتعبث بتضاريسة الشهية .. مفعمون بأمنية استدراجة خارج البار لتقيموا معه علاقة محمومة .. ضعفكم يفتش عن ضعفه .. عن خلوة تباح فيها المسافات العصية .. وجوانا تخبئ ضعفها عند الحد الفاصل بينها وبين الفجيعة .

ارفعوا الكؤوس نخبا لها أو لا ترفعوها .. فاليوم تكمل جوانا ثلاثين ألما .. ثلاثين حزنا .. ثلاثين حرقة .. ثلاثين انكسارا .. لن تكتفي بتقديم زجاجات الفودكا والبراندى وغيرها ستزيد من ظل ابتسامتها .. وتنحنى على طاولاتكم لتملأ الكؤوس كلما تجرعتموها .. ولن تبالى بعيونكم حين ترعى فى صدرها .. فاليوم تكمل جوانا ثلاثين عاما ..
ستكون أكثر احتمالا لتحرشاتكم الصريحة , وتغاضيا عن كلماتكم العارية .. ستكون أكثر رقة معكم ؛ فاليوم تألفكم عن كل يوم .. فهل تكونون ودعاء معها وقلوبكم أرق ولو لليلة واحدة ..؟! أم قلوبكم تشابهت بقلب المدينة القاهرة ؟! .
إنكم ترونها مجرد عاهرة ككل ساقيات البار .. تمر عليكم من بداية الليل حتى منتهاه ثم تنطلق نحو بيتها .. تعد الإفطار .. تعين كريم وجاسمين على ارتداء ملابسهما .. تؤكد على محتويات حقيبتيهما .. تمسك بيديهما وتخرج مسرعه نحو مدرستهما .. عند الباب تضمهما .. تقبلهما .. يلوحان لها حتى يغيبا عن عينيها داخل المدرسة .. يستسلم جسدها للإرهاق والتعب .. يداعبها النعاس تغالبه وهى تشترى حاجيات البيت .. تتمدد الطريق تحت قدميها .. تشعر باستطالة المسافة بينها وبين الفراش .. كل يوم نفس المعاناة للوصول للفراش .
أى وقت يتسع للبغاء .. ؟!
تبدل ملابسها .. تتأكد من أن مؤشر المنبه مضبوط كما هو .. ترتمى على الفراش .. لاتشعر بحركة أمها أثناء ترتيب المنزل أو حتى عندما تدخل الغرفه لتطمئن عليها .. عند الواحدة ظهرا يفزعها صوت المنبه .. تنهض وهى حانقة على المنبه و أصحاب العمل ؛ لعدم تغاضيهم عن تغيبها أوقات توصيل طفليها للمدرسة وإعادتهم للبيت .. وحانقة على الشيخوخة التى أعاقت أمها عن تولى هذا الأمر عنها , تلقى التحية على أمها وهى عائدة من الحمام .. تدخل غرفتها .. ترتدى ملابسها دون اعتناء .. تهرول نحو الشارع .. كل بضعة دقائق تنظر إلى ساعتها ... تقطع المسافه فى وقت أقل من وقت التوصيل صباحا .. تصل إلى المدرسة لحظة خروجهما .. تحتضنهما .. تقبلهما .. يمسكا بيديها ليعودوا إلى المنزل .
أى وقت يتسع للبغاء .. ؟!
تشاركهم الغداء ثم تدخل غرفتها لتنام ، وتستيقظ عند السادسة .. تساعد جاسمين وكريم فى تأدية فروضهما المدرسية ثم تدخلهما فراشهما ليناما .
عند التاسعه تكون قد أكملت تأنقها .. تودع أمها وتخرج للعمل متبوعة بدعواتها الممزوجة بالمرارة ! .. قبل العاشرة تتسلم عدد من الطاولات لتتولى خدمة من سيجلسون حولها .
أى وقت يتسع للبغاء .. ؟!
فى بداية الليل يعتقد زبائن البار أنك بعدما تقدمين لهم الويسكى والبراندى والأيزو والفودكا ؛ ستقدمين لهم جسدك يا جوانا وحين يستفيقون من سكرتهم ويكتشفون أن جسد جوانا لم يزاحمهم فى الفراش تأكلهم مووايل الغضب ويرفضون أن تكونى عليهم عصية ؛ فيعاودوا فى المساءات التالية نصب الأكمنة .. يدسون الكلام المنمق فى أذنيك وبعض النقود فى يديك مع قصاصات ورق مكتوب عليها أرقام هواتفهم .
كنت أرى ذلك فيرجمك قلبى .. حتى جئت إلى طاولتنا بالمشروبات وتبادلت معك الكلام مرات ومرات حتى صارت روحك تؤلم روحى .. أسألك اللقاء نهارا ؛ فتقولين الليل لكم والنهار لى .. والجمعه يوم عطلتك ؟ ، إنه يوم نزهة كريم وجاسمين .. اليوم أود أن أقرأ عليك قصيدة كتبتها فيك .. وقصة قرأتها عنك .. وأخبرك بأن روحك تؤلم روحى يا جوانا .. فأى وقت يتسع للكلام ؟!!.

الجمعة، ١٧ أغسطس ٢٠٠٧

روحك تؤلمني



{ واحــد }
وتأتين من نزق الوقت لتقتاتي من دمي الملتاث بك .. وكـيف لي أن
احتاط من مكائدك الجميلة – أحيانا – والذلـيلة- دوما- مهما غُلـفت
بجبروت أُنوثتك الركيكة..أنتبه طوال الوقت لأصد زحفك نحو روحي
كجندي يحمل السلاح بالأمر وليس حـباً في وطـن .. لحــظة غــفوتـى
تتسـللين إلي نافذة روحي من وراء .. تشـعلين مواجـعي..تمدين يـدك
إلي سلةٍ مملوءة بعلامات الاستفهام –المحنية الرأس دوما- في أقصي الروح ..تبعثرينها..حين أنتبه..تبتسمين ساخرة وتمضي ..ابـقي وحـيدا
تحاصرني الفوضى ..أتعثر في أسئلة أخري..أنكفئ علي همومي.. ألملمني
و أتكور في ركن قصي ..تتخللنى رعشة ..أضغط عليَّ .. الصقيع بداخلي..
يحاصرني..أتنفس بصعوبة وكأن جبل الملح حُط علي صدري ..!..
فمـن يـنقذني مـن روحـي ..؟.!!.؟ ؟


( نفس الواحد )
وقـت تلاقي التاريخ الفوضوي بالجغرافيا المحدثة انفلت الطفل من داخل روحي
ليجلس في حجر الفجيعة..يشاهد نشرة الأخبار وفـيها أودية سريالـية بـلون الـدم
وبلدان لا تجيد من النضال سوى كفاح الأسِرَّة ولا تشغلها الخيانات المعلنة وتبتهج
....!!.. بالنيران الصديقة " .......... أو كما قال المذيع"
وجــاء رجل من أقصى أوربا يرأس نشـطاء سـلام يبدو أنه لا يخش حكامنا فقد قال
.!. أمام الكاميرات : لماذا يطلبون منا أن نكون عربا أكثر من العرب.... أو .. كما قال
أثناء الفاصل ..تنهد.. زفر بصوت عال.. طلب قنبلة أخرى وراح يواصل.. سقطت
منه دمعتان أو ثلاث .. حين رأى النعش..تمتم .. "يا جبل ما يهزك ريح" وقد
....!!....... كان يبسم سـاخرا حـين كان يـرددها أبـو عمار قـبل أن
وقت الفاصل احكم قبضته ولكم الفراغ وطلب حجرا وعـاد يوصل
قرأت بيانها الأخير وهي تتزين بعصابة خُط عليها الشهادتين
وتتشح بالعزة .. اختفت ..خلفت بعدها دويا هائلا ودخان وغبار. ..

قبل الفاصل.. انتفض واقفا ..ردد غاضبا: ملعونة هي الأرض
التي لا تنجب رجالا يثبتونها بأقدامهم
!!.. شطر نفسه شطرين ..طلب لكل منهما حزاما ناسفا ومضي كل شطر إلى غايته ..

في خبر عاجل : وقع انفجار عند حاجز على مقربة من بيت لحم ومن بين القتلى
والجرحى عثر على الشطر الأيمن فقط لمنفذه..!!.. وفى نفس التوقيت لم يعثر سوى على
الشطر الأيسر لمنفذ انفجارالأعظمية ..!.!.!.. أو كما قالت نشرة الأخبار الأخيرة .