سحـر مـدينتـى

هذا الصيــف كــان خـانقـا غريبـا باهتـا
كنت اشعر بالاغتراب في مدينتـي
أسير في شوارعها المزدحمة بالمصيفين
مرتبكا قلقا واحمل ما يكفى من التوتر الذى يدفعني
إلى الانزواء في المكتب

الذي لا يبعد سوى 200متر عن أروع شاطئ

او بالمنزل او مع بعض الأصدقاء
وفوجئت ان هذا الشعور متواجد عند كثيرين
وقد كنت اعتقد انه فردى وربما أرجعت ذلك لأن
أحبائنا لم يأتونا هذا العام وان كان هناك أمل في أن
يشاركوننا سحرها الشتوي في إجازة العيد

...............

.

ولكن أخيرا ها هي مدينتي تسترد الهدوء

انتهى المصيف بكل زحامه وقلقه وتوتره الذي يصيبنا به

فعلا مدينتي ساحرة ومن أجمل واهدأ مدن مصر

هذا في عيون المصيفين وكل من ما يزورها

ولكن مالا يدركه الجميع أنها أكثر سحرا وجمالا

وأكثر هدوءاوعفوية حين يتركها الآخرون

وينفرد بجمالها أهلها آاه لو تعرفون مدى

روعتها وتألقها في الفترات الحارة قبل المصيف وبعده

تمشى فى شوارع هادئة شبه خالية
والأمكنة والبحر شئ مختلف لم تألفه عيون الآخرين

اوااه من جمال البحر وروعة زرقته الناعمة

التي تأخذك إلى عوالم لا متناهية من الصفاء والنقاء والفطرية

تتلامس مع روحك حتى تكاد تتشابه روحك مع البحر

ولو طال بك التأمل فلن تدرى بالزمان ولا المكان

وتعيش لحظة الـ مابين بين حيث لا زمان ولا مكان

وتختلي بروحك في مكاشفة شفافة لا تليق إلا بهذا المكان
مابين البحر واليابسة
تلك اللحظات أعيشها كثيرا مع البحر

وأحيانا نتشارك تلك الجماليات أنا وأصدقائي

وخاصة ذوى الميول الإبداعية

وما أروع أن يخرج الواحد منا برؤية

في لحظات نسترقها من ضغوط الحياة وكآبة المشهد العام

بكل تفاصيله وتشابكاته وتعقيداته المختلفة

آه لو تدركون ألق عيش تلك اللحظات

فلا أصوات من حولك ولا متطفلين

ولاشى من منغصات الواقع اليومي الذي تعيشونه

يمكنها أن يؤثر في تناغم هذا المشهد الجمالي

اذكر ذات مرة جلسنا انا وصديقي المبدع الرائع

الشاعر البهاء حسين أمام البحر لبضع ساعات
دون كلام أو نظرات سوى للبحروبعض الهمهمات

وحين تحدث قال(وما البحر إلا تلك السنين التي مرت علينا)ـ

وقلت :ليت لي ذاكرة الطريق الباهتة أو كالبحر بدون ذاكرة

ضمن هو رؤيته أحدى قصائده
وضمنت أنا رؤيتي أحدى قصصي

وهكذا خرج كل منا في توقيت واحد
وجلسة واحدة أمام مشهد واحد برؤى مختلفة ومتناقضة مع الأخرى

إنه السحر الذي يلقيه البحر إلى عشاقه
فيولد لديهم انطباعات مختلفة ,أتمنى للجميع أن يعايشوا تلك اللحظات مثلنا
وحين تشعرون بما أقول سأخبركم بمتعة اكبر
وهى أن تعيش الجمال السري لمدينتنا
الذي لا يتبدى إلا في الشتاء
هل جربت المشي على البحر تحت رذاذ المطر
أو جلست في مكان تراقب زخات المطر
وشعرت بالدفء رغم ذلك
أحاسيس ولحظات صعب أن انقلها بالكلمات
فهي كالحلم الممكن أن يعاش